
الكثير من التطورات والأحداث والأخبار تشهدها أسواق المال والاقتصاد العالمية خلال الفترة الأخيرة ... لذلك وجب الوقوف عندها في مقال مفصّل حتى نستطيع تكوين إطار واسع للصورة بكامل تفاصيلها.
تداعيات أزمة البنوك لاتزال مستمرة وبدأت تتوسع إن صح التعبير وصولا إلى بنك دويتشه الألماني والذي يعتبر الأول على مستوى ألمانيا من ناحية قيمة الأصول، والثامن على مستوى أوروبا .. البنك لم يصل إلى مرحلة الانهيار .. لكن ارتفاع تكلفة المقايضة أو التأمين على التخلف عن سداد الائتمان على الديون يعني أن المستثمرين لديهم حالة هلع سواء حول البنك ذاته، أو حالة هلع بشكل عام أن تكون بنوك أخرى ضحية قادمة للأزمة المصرفية.
بدأت الأصوات تتعالى حول الركود .. والعديد من الآراء ترى أن الركود أصبح هو الحل الحتمي أو الأكثر منطقية إن صح التعبير .. لأن الركود يعني انخفاض الطلب .. وانخفاض الطلب سوف يساعد البنوك المركزية على السيطرة على التضخم وعودة الأسعار إلى الاستقرار.
النقطة الجوهرية هي أن مؤشر مديري المشتريات متباطئ بشكل عام بالنسبة للاقتصاد الأمريكي في القطاع الصناعي وصدر مؤخرا أدنى من مستوى 50 وتحديدا صدر 47.7 أي أن الاتجاه متباطئ بشكل عام ... لكن مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي [الخدمي] صدر في قرائته الأخيرة 55.1 وهو يتعارض مع قراءة الانكماش أو التباطؤ التي يظهرها في القطاع الصناعي ... مما يعني بشكل عام أن البيانات لغاية الآن ليست في اتجاه واحد خصوصا إذا ما أضفنا إليها قوّة بيانات سوق العمل الأخيرة التي شهدناها، ومعدلات الشكاوى من البطالة والتي تظهر تراجع المعدلات لغاية الآن في شهر 3 مارس.

أسعار الذهب فى الوطن العربى

خطة تداول الذهب الأسبوعية
من ناحية أخرى قام المواطنون الأمريكيون للإسبوع الثالث على التوالي بسحب ما يزيد عن 100 مليار من ودائعهم لدى البنوك مما يشير إلى أزمة ثقة بين الأمريكيين وبنوكهم لم تستطع خطابات بايدن ويلين وباول في علاجها ، استمرار سحب المواطنين أموالهم من البنوك من المؤكد انه سيزيد الضغط على البنوك الأمريكية الصغيرة والمتوسطة ، وفي ظل فائدة 5% بعد الرفع الاخير الاسبوع الماضي سيظل احتمال إفلاس المزيد من البنوك قائماً وبقوة.
صرح جيروم باول في خطابه بعد رفع الفائدة انها قد تكون الرفعة الاخيرة وإن اضطر الفدرالي لمزيد من الرفع سيكون لمرة واحدة فقط لبقية عام 2023 وبنسبة تتراوح بين 0.10% و 0.25% مع تأكيده على إستمرار سياسة التشديد، أي أنه من الممكن ألا يكون هناك مزيداً من الرفع ، لكن لن يكون هناك خفضاً للفائدة معلنا بذلك استمرارية حرب الفدرالي على التضخم البالغ 6% في اخر بيان لأسعار المستهلكين، مما يعني أن الفدرالي اختار محاربة التضخم على إنقاذ البنوك ، حيث قال سنحمي البنوك بمزيد من التشديد والتشريعات.
سريعاً انتقلت التشديدات إلى أوروبا حيث أصبح الحصول على قرض بين ضفتي الأطلسي الشرقية والغربية أصعب من ذي قبل مما يعني انخفاض مدخول البنوك من أرباح القروض ، اضف الى ذلك انخفاض أرباحها من استثمارها في الأسهم سواء في قيم الأسهم السعرية أو توزيعات الأرباح حيث لربعين متتاليين جاءت الأرباح مخيبة للآمال ، ونحن في إنتظار نتيجة الربع الأول من العام الحالي والتي إذا جائت منخفضة سيزداد الضغط على البنوك وبقوة خاصة وأن التضخم شرق الأطلسي “أوروبا” ما زال مرتفعا للغاية والمركزي الأوروبي لم يكن بنفس جرأة الفدرالي الامريكي، لذا رأينا أسهم بنك عملاق مثل دويتشه بنك يهوى بنسبة 14% الاسبوع الماضي.
من ناحية أخرى بدأت التظاهرات القوية في فرنسا ضد ارتفاع الأسعار والدعم الحكومي المستمر لأوكرانيا مما قد يطيح بالحكومة الفرنسية خاصة وأن الشرطة الفرنسية في اخر تصريح لها اعلنت انها لن تستطيع الصمود لإسبوع اخر ، ولقارئ التاريخ يعلم أن التظاهرات كالعدوى تنتقل سريعاً بين الدول خصوصا الاوروبية ، وهو ما يشكل عامل ضغط آخر على اقتصادات القارة العجوز في ضعف الإنتاج.
واخيراً نرى الرئيس الأوكراني زيلينسكي يقصف شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي وهو يعلم وكلنا نعلم ان القرم والتي تعتبرها روسيا ضمن أراضيها تاريخياً وضمتها فعليا عام 2014 ، شبه الجزيرة تلك قد تخرج الدب الروسي عن كونها عملية خاصة الى حرب مفتوحة ضد الأوكرانيين سيكون متاح للروس وفق عقيدتهم القتالية وقتها استخدام اي سلاح في ترسانتهم النووية.
لذا عزيزي المتعجب من استقرار قرب مستويات 2000$ للأوقية وتعتبر ذلك ارتفاعاً ، ارجو ان تراجع نفسك وتحاول أن تقرأ الواقع العالمي المؤثر في الأسواق ، هو الملاذ الآمن رقم واحد ، وهو أصل النقد ، وسبب واحد مما ذُكر بالاعلى كفيل بصعوده ، فتخيل معي إذا تفاقمت الأمور في كل ما سبق وذكرناه كيف ستكون أسعار المعدن النفيس.
حاليا يتداول الذهب في مستويات 1978.60$ للأوقية ، لامس مستوى الـ 2000$ مرتين خلال الاسبوع الماضي لكنه لم ينجح في الثبات أعلاها ، لم يتأثر الاتجاه الصاعد للذهب حتى الآن ، على الأجل الرئيسي طالما بقيت أسعار المعدن النفيس اعلى مستويات 1933$ للأوقية إذن الاتجاه الصاعد في آمان واحتمالات اختراق مستويات 2000$ قائمة وبقوة.
أما على الأجل القصير ايضا ما زال الذهب يتداول داخل النطاق الصعودي ، كون دعما “قاع سابق” في مستويات 1966 والذي نعتبره للمتداول السريع منطقة ارتكاز ، حيث الثبات أعلاها سيبقي احتمالية اختراق مستويات 2000$ قائمة ، أما في حالة كسر مستويات 1966 فقد يمتد الهبوط لمستوى الدعم الرئيسي 1933 مرة اخرى لإعادة اختباره.
لذا ستكون خطتنا كالتالي:
- الشراء قرب مستويات 1966 لاستهداف مستويات 2010:2000 القمة السابقة التي حققها ثم هبط منها.
- في حالة لم يهبط لمستويات 1966 ، سنترقب اختراق مستويات 2003 ونراقب الاختراق جيداً فإن كان قوياً وثابتاً في تلك الحالة نقوم بالشراء لاستهداف مستويات 2030 ثم 2070 قمته التاريخية السابقة.
- في حالة فشل الذهب في الصعود وكسر مستويات 1966 في تلك الحالة سنقوم بتفعيل البيع على الأجل القصير لاستهداف مستويات 1933 ونترقب تصرف الذهب عند هذا الدعم المحوري.
- وبالطبع لا أخفيك سراً أن كسر مستويات 1933 سيكون بذلك الذهب قام بكسر خط عنق لنمط قمتين متساويتين مما سيعني اتساع وتسارع الهبوط لمستويات أدنى 1900.

تنصح (WikiFX) المستثمرين الماليين أن يتوخوا الحذر خلال بحثهم عن وسيط مالي , لأن الوسطاء المحتالون كثر , ويرتقبون أي صيد ثمين للإحتيال عليه ونهب أمواله , والهرب بعيدأ , ويمكن للمستثمرين البحث عن الوسطاء الماليين الموثوقين عبر (WikiFX) , فهي تحتوي على عشرات الآلاف من شركات الوساطة المالية وتقوم بعمل تقييمات لهم ومراجعات دورية لعملهم , واستقبال الشكاوى والمساعدة في استرداد الاموال المنهوبة.
حيث تحتوي WikiFX على تفاصيل أكثر من 42.000 وسيط فوركس عالمي ، مما يمنحك ميزة كبيرة أثناء البحث عن أفضل وسطاء الفوركس
